19 رمضان ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
في مثل هذا اليوم، نتذكر برحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – قائدًا استثنائيًا، ورجلًا حمل همّ الأمة العربية على عاتقه، فكان رمزًا للحكمة والعدل والإنسانية. لم يكن الشيخ زايد مجرد حاكم للإمارات العربية المتحدة، بل كان حكيم العرب بحق، رجلًا سخر ثروته ونفوذه لخدمة قضايا الأمة، وكان لليمن وأهلها مكانة خاصة في قلبه.
منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وعلاقة الشيخ زايد باليمن محبة وأخوة صادقة حيث أظهر الشيخ زايد اهتمامًا كبيرًا باليمن، مؤمنًا بأهمية استقراره ووحدته وتنميته. لم يكن اليمن بالنسبة له مجرد دولة شقيقة، بل كان امتدادًا تاريخيًا وثقافيًا للخليج العربي، وأحد المكونات المهمة للهوية العربية الأصيلة.
امتدت علاقة الشيخ زايد باليمن إلى مختلف الجوانب، فقد كان داعمًا للوحدة اليمنية عام 1990، وكان يرى في وحدة الشمال والجنوب قوة لليمن وللأمة العربية بأكملها. كما سعى إلى تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، سواء عبر الدعم السياسي أو المشاريع التنموية والإنسانية.
كان للشيخ زايد – رحمه الله – بصمات لا تُمحى
وصاحب الأيادي البيضاء على اليمن، ومن أبرز المشاريع التي قدّمها:
1. إعادة بناء سد مأرب: يُعد سد مأرب من أعظم الإنجازات التي دعمتها الإمارات بقيادة الشيخ زايد، حيث موّل عملية إعادة بنائه في الثمانينات، إيمانًا منه بأهميته التاريخية والاقتصادية لليمن. لم يكن هذا السد مجرد مشروع هندسي، بل كان نقطة تحول في القطاع الزراعي، وساهم في تحسين حياة آلاف المزارعين في البلاد.
2. المساعدات الإنسانية والإغاثية: لم يتوانَ الشيخ زايد عن تقديم المساعدات للشعب اليمني في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية، حيث كانت الإمارات في عهده من أوائل الدول التي تبادر بإرسال الدعم إلى اليمن، سواء عبر الغذاء أو الدواء أو إعادة الإعمار.
3. دعم البنية التحتية: ساهم الشيخ زايد في تمويل العديد من المشاريع التنموية، مثل إنشاء المستشفيات والمدارس والطرق، وكان يؤمن بأن نهضة اليمن جزء من نهضة المنطقة بأكملها.
زايد.. رجل السلام الذي نفتقده اليوم ، لو كان الشيخ زايد حاضرًا بيننا اليوم، لكان أول من يسعى إلى وقف الحرب في اليمن، وإلى إعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الذي أحبه بصدق. فقد كان يؤمن بالحوار والوفاق، ويدرك أن الحروب لا تحقق إلا الدمار، بينما البناء والتنمية هما السبيل الوحيد لمستقبل مزدهر.
نفتقد في زمننا هذا قادة بحكمة ورؤية الشيخ زايد، رجلًا جمع بين العروبة الحقيقية والإنسانية الراقية، وكرّس حياته لخدمة شعبه وأمته. لكن إرثه العظيم لا يزال حاضرًا، ليس فقط في الإمارات، بل في كل بلد امتدت إليه يده البيضاء، واليمن واحد من أبرز هذه البلدان.
وفي 2 نوفمبر 2004، الموافق 19 رمضان 1425هـ، تم الإعلان عن وفاة الشيخ زايد عن عمر يناهز 86 عاماً وعلى الرغم من رحيله عن هذه الدنيا، إلا أن ذكرى الشيخ زايد بقيت محفورة في قلوب اليمنيين وبنفوس أبناء شعبه، ومتأصلة في نهج قيادة دولة الإمارات، وراسخة في كل زاوية من زوايا العالم وفي ذكرى وفاته، لا يسعنا إلا أن نترحم عليه وندعو أن يُلهم القادة اليوم حكمته وبعد نظره، ليعود السلام إلى اليمن وإلى الأمة العربية كلها. رحم الله الشيخ زايد، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن اليمن وأهلها خير الجزاء.
#عارف_ناجي_علي