شبكة الهاتف والانترنت في عدن فشل اداري ومعاناة مستمرة

تعاني العاصمة عدن من تدهور غير مسبوق في خدمات الهاتف الارضي والانترنت رغم ان المؤسسة العامة للاتصالات تحصل على رسوم مالية لقاء هذه الخدمات غير ان الواقع يكشف عن بنية تحتية مهترئة وغياب الصيانة وموظفين ميدانيين يعملون بعقود مؤقتة، بينما تكتظ المكاتب الإدارية بموظفين لا ينعكس وجودهم على تحسين الخدمة.

حيث يواجه المواطنون في عدن وتحديدا في مديريات العاصمة عدن معاناة يومية بسبب انقطاع الانترنت وضعف الشبكة الهاتفية في ظل هذا الوضع يتلقى المواطنون اجابات غير منطقية عند الاستفسار مثل "العمال متعاقدون" وكان ذلك يبرر الفشل المستمر لكن السؤال الاهم لماذا تبقى هذه العقود المؤقتة دون تحويلها الى وظائف رسمية تعزز الاستقرار الوظيفي وترفع من مستوى الخدمة!!

المشكلة ليست فقط في نقص الصيانة او ضعف البنية التحتية بل في الفساد والروتين الاداري الذي ينخر المؤسسة فالاموال التي تجنى من المواطنين مقابل الخدمة لا يعاد استثمارها في تطوير الشبكة او تحسين الاداء بل تضيع في دهاليز الفساد وسوء الادارة .

بينما يعاني المواطن من انقطاع الخدمات تستمر المؤسسة في جباية الرسوم بلا اي تحسين يذكر ، وضع لم يعد مقبولا، خصوصا ان الاتصالات والانترنت اليوم من اساسيات الحياة اليومية، لا يمكن ان تبقى عدن رهينة لهذا الاهمال والفساد، بينما تتطور خدمات الاتصالات في دول أخرى بوتيرة سريعة.

ولتصحيح الامر يجب ان يفرض رقابة صارمة على اداء المؤسسة العامة للاتصالات ومساءلة المسؤولين عن هذا الفشل ، تحويل العمالة المؤقتة إلى وظائف رسمية لضمان استقرار القوى العاملة وتحسين جودة الخدمة ، كذا تطلاق خطة صيانة شاملة لاصلاح الشبكة الارضية وتعزيز خدمات الانترنت ، مع اهمية اشراك القطاع الخاص اذا كانت المؤسسة غير قادرة على تقديم الخدمة بجودة مناسبة.

ان استمرار هذا الوضع دون حلول جذرية يعني المزيد من التدهور والمعاناة ، عدن بحاجة إلى خدمات اتصالات تواكب التطور وليس إلى شبكة عنكبوتية مهترئة لا تنفع المواطن بشيء.

عارف ناجي علي