التعليم في اليمن: مؤامرة صامتة لقتل المستقبل!

من يجرؤ على تدمير أعظم سلاح تمتلكه الشعوب؟! من يصرّ على إبقاء اليمن غارقًا في الجهل، أسيرًا للفقر، رهينةً للأمية؟! التعليم، الذي يُفترض أن يكون النور الذي يضيء طريق الأمة نحو التقدم والحرية، تحوّل إلى ساحة معركة تُرسم فيها خطط التجهيل والإفقار.  

ما يحدث للتعليم في اليمن ليس مجرد أزمة عابرة أو نتيجة حتمية لظروف سياسية أو اقتصادية صعبة. بل هو مخطط ممنهج لضرب أساسات الوعي والمعرفة، لضمان بقاء الشعب اليمني غارقًا في الظلام، بعيدًا عن أي إمكانية للنهوض أو التحرر.  

معلمون بلا رواتب.. مدارس بلا إمكانيات.. مناهج بلا تطوير.. إدارة بلا رقابة.. وواقع تعليمي يزداد سوءًا كل يوم. كيف يُطلب من معلم أن يزرع العلم وهو لا يجد قوت يومه؟ كيف يُطلب من طالب أن يتفوق في بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات التعليم؟ كيف يُطلب من شعب أن ينهض وهو يُحارب في لقمة عيشه وعقله؟  

بينما يُجبر المعلم على الصمود في وجه الفقر والجوع، تُهدر ملايين الدولارات على مشاريع وهمية، وتُنفق الأموال على ترف المسؤولين وأبنائهم الذين يدرسون في أرقى الجامعات العالمية! حكومة تعجز عن دفع رواتب المعلمين لكنها لا تعجز عن ملء جيوب الفاسدين، لا تعجز عن تمويل الصراعات، لا تعجز عن تهريب الثروات للخارج!  

ما يحدث ليس صدفة، بل خطة خبيثة لتجهيل أجيالٍ كاملة، لضمان بقاء اليمن ضعيفًا، مرتهنًا، تابعًا، بلا وعي ولا قدرة على النهوض. التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكن أن تمتلكه الشعوب، وإذا أردت أن تقتل أمة، فما عليك إلا أن تقتل تعليمها. وهذا بالضبط ما يحدث في اليمن.  

السؤال الذي يفرض نفسه: هل من حل؟ أم أن التعليم في اليمن قد حُكم عليه بالموت البطيء؟ هل هناك أمل في إنقاذ ما تبقى، أم أن التجهيل بات سياسة ممنهجة لضمان استمرار الاستبداد والفساد؟  

نعم، هناك أمل.. ولكن هذا الأمل لن يأتي من السماء، بل من إرادة الشعب اليمني الذي يجب أن يرفض أن يكون ضحية لهذه المؤامرة. يجب أن نرفع أصواتنا، أن نطالب بحقوقنا، أن نناضل من أجل مستقبل أبنائنا. التعليم ليس رفاهية، بل هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وهو الطريق الوحيد لتحرر الشعوب من قيود الجهل والفقر.  

**قل كلمتك.. هل ما يحدث للتعليم في اليمن إهمال أم مؤامرة؟**  

الإجابة واضحة.. إنها مؤامرة تُرسم بدم بارد لتدمير مستقبل أمة بأكملها. ولكننا لن نسكت، ولن نسمح لهذا الدمار أن يستمر. لأن التعليم هو الحياة، وهو الأمل، وهو المستقبل. ولن نتنازل عن مستقبلنا لأحد.  

#أنقذوا_تعليم_اليمن  

#التعليم_حق  

#كفى_تجهيل

جلال باشافعي 

ناشط نقابي وسياسي جنوبي