طلاب الناصري بتعز يحيون الذكرى الـ14 لثورة 11 فبراير..

طلاب الناصري بتعز يحيون الذكرى الـ14 لثورة 11 فبراير..

منبر الاخبار / خاص

أقام القطاع الطلابي بفرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري - تعز، عصر امس ندوة سياسية بمقر فرع التنظيم بمناسبة الذكرى الـ14 لثورة 11 فبراير 2011م تحت عنوان "مقاربة نقدية لثورة 11 فبراير: تقييم الماضي وتجاوز سلبياته".

واستهلت الفعالية بالسلام الجمهوري، بحضور شباب التنظيم وعدد من القيادات السياسية والشبابية، وتحدث في الندوة جمال الصامت، المسؤول السياسي والإعلامي للقطاع، حيث قدم استعراضاً لثورة 11 فبراير بإيجابياتها وسلبياتها. وفي بداية حديثه، استعرض خلفية الثورة التاريخية، والطريق الدموي الذي أدى إلى وصول علي عبدالله صالح إلى السلطة. كما تطرق للأزمات السياسية والاقتصادية التي سبقت الثورة، مثل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، والصراع المسلح مع الحوثيين في صعدة، وتأثير ثورات الربيع العربي في تونس ومصر على الحراك الشبابي في اليمن.

وقال الصامت إن ثورة 11 فبراير جاءت نتيجة تراكم عقود من الحكم الفردي والفساد والتهميش الذي عانى منه الشعب اليمني في ظل حكم علي عبدالله صالح، الذي اعتمد على المحسوبية والولاءات الشخصية، مما فتح المجال لتصاعد نفوذ القبيلة على حساب الدولة، وفتح المجال للقوى الإقليمية والرجعية بالتدخل في شؤون اليمن، وبالتالي ضعف أداء مؤسسات الدولة وانتشار الفساد.

وأضاف أن الثورات ليست مجرد لحظة تفجير، بل هي مسار طويل من الكفاح والتضحيات، وأن ثورة فبراير شكلت منعطفاً تاريخياً في مسيرة الشعب اليمني، حيث عبرت عن رفض الشعب للاستبداد والفساد والتوريث العائلي للحكم، ونجحت في إسقاط نظام صالح العائلي، وأطلقت الحريات السياسية والإعلامية، وجمعت الصف الشعبي تحت شعار وهدف واحد.

وأشار إلى أن المبادرة الخليجية مثلت خارطة طريق انتقالية بدعم من مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي، ولكنها لم تخلو من السلبيات، أبرزها منح الحصانة لصالح ونظامه، وفتحت المجال لمزيد من التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لليمن.

وأوضح الصامت أن ثورة 11 فبراير لم تكن سبب الفوضى والحرب التي تعيشها اليمن، بل أن تحميلها مسؤولية الأوضاع الراهنة وربط ثورة فبراير بالانقلاب الحوثي ظلم كبير ولا يعد إلا تشويهًا للحقائق. وأن ما نعيشه اليوم ليس إلا نتيجة للثورة المضادة التي هدفت إلى تقويض وإلغاء التغيير الذي أحدثته الثورة، واستهدفت إرادة التغيير وأجهضت حلم بناء الدولة المدنية الحديثة، حيث أن الانقلاب الحوثي جاء في وقت كانت فيه البلاد تخطو نحو مرحلة انتقالية سياسية جادة. وأن تحالف النظام السابق الذي كان يسعى لإفشال مكتسبات الثورة وإجهاض حلم بناء الدولة المدنية الحديثة مع الحوثيين أدى إلى انقلاب مكتمل الأركان في 21 سبتمبر 2014، وأن الحرب الدائرة الآن قامت في الأساس ضد فبراير.

واعتبر أن الثورة تعرضت لانتكاسة كبيرة نتيجة عدة عوامل كان أبرزها غياب القيادة الموحدة وعدم وجود قيادة قادرة على توجيه مسار الثورة وتحقيق أهدافها، بالإضافة إلى استغلال بعض القوى لهذه الثورة، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وتدخل القوى الإقليمية والدولية التي زادت من تعقيد المشهد اليمني. وكان انقلاب الحوثيين على السلطة في سبتمبر 2014 وتحالفهم مع النظام السابق بمثابة الثورة المضادة، مما أسفر عن اندلاع الحرب في البلاد.

كما أكد أن الثورة قدمت دروسًا مهمة، أبرزها ضرورة وجود رؤية واضحة ومشروع وطني جامع لمرحلة ما بعد الثورة، وأهمية بناء تحالفات قوية تستند إلى أسس واضحة، والحذر من استغلال القوى السياسية للثورة لتحقيق مصالحها الخاصة، وأهمية الوعي الثوري والإدارة الحكيمة في توجيه مسار الثورة، وأهمية تجاوز الماضي والتركيز على بناء دولة مدنية حديثة ومستقرة.

وأشار إلى أن أحداث فبراير جزء من التاريخ ولا يمكن نسيانه أو تزويره أو حذفه، وهو أمر مسلم به يجب أن يقبله الجميع. وهذا يعد أولى الخطوات نحو التقارب بين المكونات السياسية، حيث يجب أن يكون هذا التقارب على صفحة بيضاء.

وفي الوضع الحالي، انتقد الصامت أداء الحكومة الشرعية، مشيرًا إلى عجزها عن إدارة الأزمة وتحسين الأوضاع المعيشية في المناطق المحررة، أن الفساد وسوء الإدارة وتواجد قيادات الشرعية في الخارج أسهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وشدد على أن التغلب على الأزمات الراهنة يتطلب إرادة سياسية حقيقية، مع ضرورة التخلي عن الصراعات والمصالح الضيقة، وتحقيق شراكة وطنية حقيقية كخطوة أساسية نحو الاستقرار والتنمية.

ودعا إلى استلهام دروس الماضي وترك سلبياته، والتركيز على بناء دولة مدنية حديثة قائمة على العدالة والمواطنة المتساوية.

في مداخلة له، أكد أمين سر القطاع سليمان الشميري أن الخطر الأكبر الذي يواجه الشباب اليوم هو القبول بالهزيمة والاستسلام للواقع المفروض، داعيًا إلى التصدي للفكر الانهزامي والانخراط في العمل الجماهيري والنضالي. وأشار إلى أن أي محاولة للتهرب من مواجهة الواقع تحت أي ذريعة تعني عمليًا القبول بالهزيمة، وهو ما يخدم مصالح القوى التي صنعت هذا الوضع.

كما شدد الشميري على ضرورة الإعداد لحركة تصحيحية لمسار الثورة الشبابية، مؤكدًا أهمية التنظيم الجماهيري والتضامن الاجتماعي في مواجهة الفساد وتحقيق العدالة. وأوضح أن الشباب هم القوة الحقيقية للتغيير، داعيًا إياهم إلى تعزيز الوعي السياسي، تطوير المهارات القيادية، والاستثمار في التعليم والبحث العلمي لبناء مستقبل اليمن.

كما تخللت الفعالية عدد من المداخلات من قبل الحضور، التي تناولت رؤى نقدية لمسار الثورة، وأبرز التحديات التي واجهتها، بالإضافة إلى مقترحات لتجاوز السلبيات وتعزيز مسار التغيير والبناء الوطني.