ظاهرة خطيرة.. التسول والبيع العشوائي وسط الشوارع بعدن

تُعد ظاهرة التسول وبيع المياه والخضروات وسط الشوارع في عدن دخيلة وغريبة على مجتمعنا. هذه الظاهرة لا تعرض فقط حياة هؤلاء الأفراد للخطر، بل تشكل أيضا مصدر إزعاج وتهديد لسلامة السائقين والمارة..

من المشاهد التي باتت مألوفة، وقوف المتسولين والبائعين في أماكن حيوية على الطرقات، ما يؤدي إلى عرقلة حركة المرور والتسبب بحوادث مميتة أحيانا. الأغرب من ذلك، أن هذه الظاهرة تنتشر أمام أعين رجال المرور ونقاط التفتيش، دون أي تدخل يُذكر من السلطات المحلية أو الأمنية..

ما يزيد الوضع سوءا هو تجاهل هذه الجهات المعنية لمسؤولياتها تجاه ضبط الشارع وتنظيمه. ففي الوقت الذي تمر فيه دوريات الأمن والمرور يوميا بالقرب من هذه الأماكن، لا تتخذ أي إجراءات رادعة لحماية الأرواح وتجنب الكوارث المرورية..

الحادثة الأخيرة التي تعرض فيها متسول لحادث دهس من إحدى سيارات مرافقي مسؤول، تُعد ناقوس خطر يُنبه إلى خطورة استمرار هذا السلوك العشوائي في شوارعنا. هذا الوضع لا يعكس فقط ضعف الرقابة، بل يظهر الحاجة الملحة إلى تطبيق القوانين التي تضمن سلامة الجميع..

على السلطات المحلية والأمنية أن تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل، وأن تعمل على تنظيم الشوارع بصرامة. كما يجب رفع مستوى الوعي لدى المجتمع حول خطورة هذه الظاهرة على الأفراد والسائقين، فالأرواح ليست محلاً للمساومة أو التجاهل..

 سلامة الطرق مسؤولية جماعية، تبدأ من الفرد وتنتهي بالجهات المعنية. وتجاهل هذه المشكلة قد يؤدي إلى نتائج أكثر كارثية..

قاسم العمري:

١٢ يناير ٢٠٢٥م