في عبث المستوطنين الصهاينة وتجبرهم
منبر الأخبار
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
لقد بلغ عبث المستوطنين الصهاينة حدا يجعل القلم يرفض تدوينه واللسان يعجز عن ذكره والعقل لايقبل التفكير فيه ، إذ يجد الحر نفسه ينتسب إلى أمة بلغ تعدادها مليار ونصف ، ومع ذلك خارت قواها وانبطحت تحت أقدام عدوها، وقبل ذلك جثت صاغرة تقدم الطاعة والولاء له ، فضلا عما يقدمه قادتها من القرابين والهدايا ، لعل في ذلك مايجعل العدو يرق لهم ويقبل بعبوديتهم ، لكن العدو ظل ذلك العابث المتجبر الذي لايقيم لأقزامنا في الأنظمة العريبة والإسلامية وزنا بل يضعهم في منزلة أدنى من منزلة العبيد إذ يقوم بقتل نسائنا ورجالنا وأطفالنا وشيوخنا في فلسطين العربية ، في القدس الإسلامية ، من عام 1948 إلى يومنا هذا ، مع أن من في السماوات والأرض يعلمون يقينا أن عدونا الصهيوني هو أجبن عدو عرفته البسيطة ، وهذا ليس ظنا أو تأويلا رسمته أنامل الكاتب في هذا المقال ، لكنها حقائق أثبتتها الكتب السماوية المقدسة التي جاء بها الروح جبريل من لدن عليم خبير ، من ذلك قوله تعالى : "قالوا ياموسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها" المائدة 22 ، والخطاب لموسى ، وقوله تعالى : "فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" المائدة 24 ، والخطاب لموسى ، وقوله تعالى : "لايقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر" الحشر 14 ، والخطاب لمحمد وأصحابه ، وهانحن نرى هذه الأيام تنكيل الصهاينة بأهلنا في فلسطين وقتلهم اليومي غير المسوغ للعشرات من أحرار شعبنا الجبار في فلسطين ، فضلا عما يقوم به الصهاينة من هدم المنازل وإحراق المركبات ومصادرة الأموال وتدنيس المقدسات ، بالمقابل لانسمع صوتا حرا ، ممن يظنون أنهم قادة للعرب والمسلمين ، يرفض ذلك الظلم أو يأبى تلك الغطرسة ، ولانقرأ كلمة لهم تشجب أو تستنكر ذلك الجور الواقع على أهلنا في فلسطين ، فبئس الأمم أمة خارت قواها واستكانت فرائصها واستسلمت لعدوها ، وهي تشاهد عبث الصهاينة وتجبرهم على أهلنا وأشقائنا في أرض الرباط والجهاد فلسطين لاسيما ونحن على أعتاب الشهر المبارك ، شهر رمضآن ، شهر القرآن ، شهر القوة والمنعة، شهر الجهاد والفتح . بئس الأمم أمة ، أصبح الانتساب إليها عارا ، وذكر اسمها لعنة ، أمة يسخر منها عدوها ، ويهزأ بها صديقها ، أمة يلعنها حاضرها ، ويكفر بها مستقبلها ، أمة ولت أمرها الأغبياء والمعتوهين ، ثم ألهتهم وقدستهم حتى ظنوا أنهم جبابرة وطواغيت ، فباعوا الثروات وتنازلوا عن الثوابت وفرطوا في المسلمات ، لايغارون على عرض ولايستعيدون أرضا ، سلموا الأمة لعدوها ، وابتاعوا وتاجروا بدمائها …
يا أبناء شعبنا الأحرار في فلسطين. ، ليس لكم - والله - إلا أن توحدوا صفوفكم ، وأن تسددوا رميتكم نحو صدور عدوكم ، فلم يستأمنكم الخالق على أرض المحشر والمنشر ، على أرض الرباط والجهاد إلا لعلمه المطلق أنكم أهل لذلك ، أما نحن فقد استبد بنا وتربع على ظهورنا قوم ليس في معاجمهم شيء من مفردات الكرامة ، ولا في ظمائرهم معنى من معاني الشهامة .
لكننا على ثقة مطلقة من أن النصر حليفكم ، والمهزوم عدوكم . نختتم القول بسؤال المولى عز وجل أن ينتصر لمظلوميتكم وأن يجمع صفوفكم ويوحد كلمتكم وأن يثبت أقدامكم ويسدد رميتكم ، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .