عودوا للتاريخ إن كنتم تعقلون ..

عودوا للتاريخ إن كنتم تعقلون ..

منبر الأخبار

 

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

   لعل من يقرأ التاريخ ويتتبع نواميس الكون وسلوك بني إسرائيل يجد أنها من الثوابت التي لم يتغير فيها شيء مع مرور الآلاف من السنين ، وتغير المناخ ، وتطور العلم ، ماجعل العالم المنتشر على كوكب الأرض قرية واحدة ، إذ اقتربت المسافات وتلاقحت الثقافات ، وذلك لتوفر وسائل الاتصال والتواصل ، ومع ذلك كله إلا أن بني إسرائيل - مع تطور الاسم إلى الماسونية والصهيونية - مازالوا أولئك المؤذيين المتغطرسين كما كانوا في عهد موسى عليه السلام ، إذ حررهم الله من ظلم فرعون ، وشق لهم البحر لإبعادهم من بطشه ، في الوقت الذي أغرقه وهم ينظرون ، وماإن بلغوا مأمنهم حتى نسوا ربهم ومخلصهم ، وعفى عنهم ربهم لعلهم يرشدون ، وطلبوا من نبيهم موسى أن يصنع لهم صنما ليعبدوه فوبخهم موسى لعلهم ينتهون ، كذلك ذهب موسى لمقابلة ربه وإحضار الألواح التي كتب عليها كتابهم المقدس التوراة ، فما عاد موسى إلا وهم عاكفين على عبادة عجل صنعوه بأيديهم جسدا ليس فيه حياة ، تألم موسى من كفرهم وطلب من ربه أن يعفو عنهم لعلهم يتوبون . طلب الله من موسى وقومه - بني إسرائيل - أن يدخلوا المدينة المقدسة فاتحين ، فعصوا ربهم ونبيهم ، وقالوا لموسى ادخل أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، فعاقبهم الله بكفرهم أربعين سنة يتيهون في الأرض لعلهم يتقون ، بعد هذا طلبوا من نبي لهم أن يدعو ربهم يولي عليهم ملكا ليقاتلوا تحت رايته ، ولما كان ذلك كفروا بربهم ولم يقاتلوا مع الملك إلا القليل منهم ، وفي العصر الحديث لم يسلم العالم - شرقه وغربه - من أذاهم ، فسلط الله عليهم القائد الألماني هتلر ، إذ نصب لهم محرقة ليخلص العالم من أذاهم وإفكهم ودسائسهم وإجرامهم وتآمرهم وعنصريتهم وإشعالهم للحروب في أصقاع الأرض ، ومازالوا إلى يومنا هذا على ذلك المنهج من الظلم والأذى وقتل الناس من غير ذنب ، ولم يتغير شيء من سلوكهم ، غير أن اسمهم تطور من بني إسرائيل إلى الماسونية والصهيونية ، إذ نجدهم اليوم يشعلون نيران الحرب بين روسيا وأكرانيا ، ويقتلون النساء والأطفال والمعتكفين في المسجد الأقصى والعزل من الشعب الفلسطيني كل يوم لا لذنب ارتكبوه ، ولكن يريدون فقط سرقة أرضهم ونهب حقوقهم من غير حق لهم ، أو دين يخولهم ، حقا إنهم استطاعوا شراء كثير من الأنظمة العربية وبعض الذمم الرخيصة ، تارة بالمكر والخداع وتارة أخرى بالترهيب والتخويف ، وأخرى بالترغيب وشراء الذمم ، ولكن نقول لهم هيهات هيهات أيها الصهاينة أن تكسروا كبرياء الجبارين ، أو يذهب خيالكم إلى أن بطشكم سينال منهم ويجعلهم يسلمون لكم أرضهم أو يتنازلون عن حقوقهم ، حتى لو وقف إلى جانبكم الكون كله أوتخندق معكم أو قدم الأموال والسلاح لدعمكم ؛ لأن صاحب الأرض هو شعب الجبارين الذي ارتعب منه أجدادكم ذات يوم ، فعودوا للتاريخ إن كنتم تعقلون .…