إذا فشلتْ النّخبة أن تخوض حرّبها ضدّكم..سيخوضها المُكحّل وأبناء المحكل
منبر الأخبار
بقلم /محمد دبوان المياحي
إذا فشلتْ النّخبة أن تخوض حرّبها ضدّكم، حين يفشل المثقفون في استرداد مصير بلادهم، حين تخفقُ الفلسفة والآداب والحرب والسياسة في اسقاط حكمكم. سيخوضها المُكحّل وأبناء المحكل، سيخوضها رعاة المواشي في الجبال البعيدة، سائقو الدراجات النارية، أصحاب البسطات، تلاميذ المدرسة.. بوعيهم الفطري، بحدسهم الطبيعي والبسيط. ستُلهمهم الريح، سيوقظ أذهانهم إحساسهم بالمجهول، ذلك الخوف من الغد. شبح حُكمهم وقد وصلت نيرانه نحو الجميع، ستندلع الثورة من مكان مجهول ومباغت وخارج كل حساباتكم، سيخرج أحفاد المكحل ؛ كي يصرخوا في وجوهكم ويستعيدوا حياتهم الطبيعية.
لأن وجودكم نقيض كل ما هو حياة. فإن سقوطكم حتمية، أو أن كل مبادئ العدل زائفة وأن الحياة عبثية، وهو ما لا نؤمن به. هذا ليس تسليمًا بالغيبيات ولا جهلًا بمنطق الصراع، لكنه يقين نابع من فسادكم المطلق وقد أخذتم دورتكم الكاملة وتجاوزتم حصص البشر المتاحة من الشرور ؛ لأنكم ضد نظام الطبيعة والأشياء، ستسقطون، نسقطكم، ولسوف نعمل لأجل ذلك كل يون وبعزيمة أشد من عزائمكم الملوثة بالشرور.
لستم خصمًا سياسيًا يرتكب الجريمة ويفتقد لشرف الخصومة، لستم جماعة سياسية ترتكب الأخطاء ويمكن المساومة معها، لستم تنظيمًا لديه أحلام في الحكم والسيطرة. أنتم جماعة هي خليط ق ذ ر من البداوة والشهوات الجامحة والمنفلتة، حشد من البشر الجاهزين للفتك بكل شيء وبوحشية نابعة من خوف أكثر منه تعبير عن ثقة ورسوخ في الحكم.
اغتيال البطل المكحل، دليل إضافي صغير أنكم لن تحكمونا، ولو كنا مجردين من إبرة صغيرة نذودُ بها عن وجودنا المكشوف أمامكم. لن تحكمونا ما دام فينا بشر ذو فطرة سليمة، سنقاتلكم بسعف النخيل، بالحجارة كأطفال الإنتفاضة، بالصرخة الأخيرة ونحن ننزف دمًا، سنرفع أصابعنا، نضعها في حلوقكم ونؤدي التشهد الأخير ونغادر الحياة بشرف.
لديكم تعريف واهم للقوة، تعتقدون أن تكديس مزيد من السلاح، سوف يجعلكم آمنين في مواجهة شعب مجرد من القوة، هذا الوهم هو من سيؤدي بكم للهاوية. أكبر جنرال وغول فيكم، هو اليوم أضعف من المُكحّل وأنصار المُكّحل، توارون خوفكم بمزيد من الوحشية وسوف تنتهون في الهاوية، هذا أقرب من رهانكم أن تحيلون شعبًا كاملا للهاوية. أكبر متجبِّر فيكم، نفسه مرتجفة وأضعف من سائق باص مقهور، يتابع فيدوهات المكحل وتندلع النيران في صدره ولسوف ينفجر يومًا ويشعل النيران في أثوابكم.
المجد للبطل القادم من الهوامش، المجد لكلماته الأخيرة، لتلك الشرارة وهي تنتصر للقيمة في مواجهة زذائلكم المفتوحة، تُعريكم من جلودكم وقد صرتم عراة منذ زمن. هذا ليس رهان على العواطف مع أن العواطف هنا قدسية، هذا إيمان يصنع المعجزات. إيمان حاسم، يتضاعف كل يوم. لن تحكمنا يا عبدالملك ولو على أخر ج ث ة لأخر مُكحل فينا.
* أدعو كل إنسان في قلبه مثقال ذرة من ضمير، من نزوع نحو الحق والفضيلة، أن يضع كُحلا في عينيه منذ اللحظة وفي الغد وينشر صورته تعبيرًا عن روح البطل المكحل وقد غادر الحياة وبث شرارته فينا. حتى لو كنتَ أبكمـًا لا تستطيع قول كلمة. فقط صورتك وأنت في مكانك، صورة وجهك، وفي عينيك كحلا لا ينام وفي قلبك غضب هو أنبل ما فيك. انتصارا لحياتنا المهدورة ومستقبلنا المجهول.
من قلب العاصمة الوجودية لليمنين، صنعاء. بحسب تعبير المقالح. أقول وسأكرر دومًا، أنطق باسم المكحل هذه المرة، هاتفًا من قبره:
#يسقط_حكم_السلالة