بين الم الفراق وأمل اللقاء..اسعد ابوالخطاب يرثي  والده في الذكرى السنوية الرابعة لرحيله ..

بين الم الفراق وأمل اللقاء..اسعد ابوالخطاب يرثي  والده في الذكرى السنوية الرابعة لرحيله ..

كتب / الناشط اسعد ابو الخطاب

يمر العام الرابع على رحيل أبي الحبيب إلى جوار ربه عز وجل، وكأن الحزن يتجدد مع كل يوم وكل لحظة أفتقد فيها تلك الابتسامة الدافئة وتلك اليد الحانية التي كانت تمدني بالقوة والأمان. 
أربعة أعوام مضت، لكنها لم تكن كافية لتمحو الألم الذي خلفه هذا الفراق الكبير...

أبي كان رمزًا للطيبة والصبر، تجسدت فيه كل معاني الحنان والعطاء. كان الأب الذي لم يبخل بوقته ولا بنصائحه ولا بحبه. كانت حياته مليئة بالتضحية، وكان يضع مصلحة أسرته قبل أي شيء آخر...فقد كان بحق نبعًا من الحكمة والتفاني، ودائمًا ما كان يُسعدني برؤيته مثالًا يُحتذى به في كل جوانب الحياة... 

وفي هذه الذكرى الحزينة، لا أجد ما يُخفف عني سوى الرجوع إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم...ويقول الله تعالى في كتابه الكريم: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ”
(آل عمران: 185). وهذه الآية تُذكرنا بحقيقة الدنيا وفنائها، وتُعطينا أملًا في لقاء أحبائنا في دار الخلود، حيث لا فراق ولا حزن...

وفي الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم). وهذا الحديث يزيدني عزمًا وإصرارًا على أن أكون ذلك الولد الصالح الذي لا ينفك عن الدعاء لوالده، راجيًا من الله أن يغفر له ويرحمه ويوسع له في قبره ويجعل مثواه الجنة..
 
أبي الحبيب، رحيلك كان ولا يزال جرحًا عميقًا في قلبي...كلما تذكرتك، أجد نفسي بحاجة إلى تلك الكلمات التي كنت تُهدئ بها من روعي، وتلك النصائح التي كنت تُرشدني بها في حياتي. 
ولكن عزائي الوحيد أنك في مكانٍ أفضل، بجوار ربٍ رحيم، رحلَتَ من دار الفناء إلى دار البقاء. 
أبي، إنني أُصلي لك وأدعو الله أن يجعلك من أهل الجنة، وأن يجمعني بك في الفردوس الأعلى، حيث لا فراق بعد اليوم...

إن ذكراك ستظل خالدة في قلبي، وستبقى مثالًا يحتذى به في الصبر والإيمان، وسأظل أستمد منك القوة والعزيمة لمواصلة حياتي وفق ما كنت تتمنى لي. رحمك الله يا أبي وأسكنك فسيح جناته، وجعلنا الله وإياك من الذين ينعمون بنعيم الجنة ورضا الله عز وجل...“رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ” (إبراهيم: 41)...

إن الفراق صعب، ولكن أمل اللقاء في الجنة يجعل الحزن أخف وطأة، والاشتياق أقل ألمًا ٬ اللهم اجعل لنا في هذا اللقاء نورًا وسعادة أبدية لا تنتهي، واجعلنا ممن قلت فيهم: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ” (الطور: 21). 

اللهم آمين...