فراشة الغناء العربي

فراشة الغناء العربي

.

بقلم الدكتور علي الدرورة.

عندما استمعت بتأمل بالغ إلى صوت المطربة الصاعدة جنى منصور وهي تغنّي أمامي أغنية: (حُبّ إيه)، وهي الأغنية الشهيرة التي غنّتها أم كلثوم، تملّكني شعور غريب وإحساس لم أعهده من قبل، فكان الصوت يهزّ كياني مع كلّ كلمة.

إنّ أداء هذه الفتاة اليافعة والمطربة الصاعدة كان رائعًا جدًا، ففيه من البهاء أبهاه، وفيه من الكمال أكمله، ومن الحسن أحسنه، ومن الجمال أجمله، صوت عذب كشلّال من النسرين أو ينبوع يتدفق من ماء الورد.

 ومن الواضح أنّ لديها إحساسًا مرهفًا ومميّزًا لا يختلف فيه اثنان.

صوت ملائكي مدهش يأخذك لعوالم بعيدة ذات، سحر لا يوصف من حيث الذبذبات السحرية وكأنّها أصالة نابعة من الأعماق.

 

وبعد الحفل رحت أفكر مليًا في ذلك الصوت المرهف والساحر والأداء المميّز ودرسته من خلال تردد الحبال الصوتية حين الأداء وعرفت ساعتها بأنّ لديها قدرة على المضي نحو عالم الإنشاد والغناء بمستوًى عالٍ، وأنّ المستقبل سوف يكون أمامها مفتوحًا وأنّها سوف تحقّق أمانيها في هذا المضمار الفنّي من أوسع أبوابه.

وبعد تفكير في الأمر قرّرت أن أطلق على هذه الفنانة الصاعدة: (فراشة الغناء العربي).

إنّ حسن الصوت والأداء الرائع الذي تتمتع به سوف يعطيها بعدًا مميزًا، وإنّ تعدّد الأسماء التي سوف تطلق عليها مستقبلًا أمر وارد ومحبّب، وهذا ما حصل لكثير من الفنانين في حياتهم.

أدرك تمامًا بأنه لم يطلق اسم "الفراشة" على أيّ مغنية حتى الآن، وإنّ (جنى) فعلًا تستحقّ هذا الاسم.

فهي حقًا تستحقّ هذا اللقب عن جدارة لما تميّزت به وخاصة أنّها في بداية مشوارها الفني وتحتاج إلى التشجيع والوقوف إلى جانبها بكلّ ما نستطيع.

 

ولا شك بأنّ الطاقات الشبابية الجديدة تحتاج منّا كلّ دعم وتشجيع لتحقيق طموح وآمال المواهب الشابة.

.

 .