ندوة بالعاصمة تونس تُشرّح العنف ضد الرجل بمشاركة باحث يمني
تونس: صديقة التستوري
في مقاربة استثنائية جمعت بين الأدب والقانون، احتضن نزل "الكرمل" بالعاصمة التونسية ندوة علمية نظمتها جمعية أمان للأسرة والطفل تحت عنوان: "حماية الرجل من العنف: مقاربة قانونية واجتماعية". الندوة التي شهدت مشاركة فاعلة من نائبات الشعب، وحقوقيين، وممثلي المجتمع المدني، سعت إلى كسر حاجز الصمت حول الأبعاد النوعية للعنف المسلط على الرجل وآثاره المدمرة على النسيج الأسري والاجتماعي.
وقد توقفت الندوة أمام ورقة بحثية لافتة للأكاديمي مجيب الرحمن الوصابي (جامعة عدن)، استنطق فيها رواية "أنفٌ لوطنين" للكاتب سامي الشاطبي، مقدمًا تشريحًا دقيقًا لـ "العنف البنيوي ضد الرجل الهجين". وأوضح الوصابي كيف يتحول "الهجين" أو "المولّد" في المخيال القبلي من كائن إنساني إلى "تهديد وجودي" يمس تراتبية النسب والميراث واحتكار السلطة. فالعنف هنا، حسب الوصابي، ليس فعلاً عشوائياً، بل هو "آلية إقصاء" مبرمجة تهدف إلى حماية النظام الأبوي من "التلوث العرقي" المتخيل، مما يجعل الرجل المهجن هدفاً لعمليات "إعدام مدني" ورمزي تفوق في قسوتها ما تتعرض له المرأة في ذات السياق.
هذا الطرح النقدي تقاطع بعمق مع أهداف الندوة في شقيها القانوني والحقوقي؛ إذ فكك المشاركون "العنف الوظيفي" الممارس ضد الرجل، والمدعوم بترسانة من "اللازمات اللغوية" الإقصائية التي تشرعن نبذه اجتماعياً.
إضاءة على المشروع البحثي للوصابي: يبرز الدكتور مجيب الرحمن الوصابي كواحد من الأصوات الأكاديمية التي تتبنى أدوات نقدية حديثة تدمج بين "سوسيولوجيا الأدب" والدراسات الثقافية. ويتركز مشروعه البحثي على تشريح بنى العنف الرمزي في السرد اليمني المعاصر، متقصياً العلاقة الجدلية بين "الذات" و"الآخر" داخل الأنساق التقليدية المتصلبة.




