في تقرير لها الجارديان : تحوّل غير مسبوق في جنوب اليمن....
منبر الاخبار / خاص
.
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن جنوب اليمن يشهد تحوّلاً سياسياً وعسكرياً هو الأوسع منذ عقود، عقب تمكن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من فرض سيطرتها على المحافظات الجنوبية الثماني بشكل كامل، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها قد تمهّد لإعلان دولة جنوبية مستقلة لأول مرة منذ ستينيات القرن الماضي.
وذكرت الصحيفة في تقرير موسّع أن نحو 10 آلاف جندي من قوات الانتقالي الجنوبي تدفقوا خلال الأسبوع الماضي إلى محافظة حضرموت الغنية بالنفط، ثم إلى محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عُمان، في توسّع عسكري غير مسبوق منذ تأسيس المجلس.
وبحسب التقرير، فإن سلطنة عُمان تراجعت عن قرارها بإغلاق الحدود بعد مطالبتها بإنزال علم الجنوب، في مؤشر على تعقّد المشهد الأمني والسياسي على حدودها مع اليمن.
وترى الصحيفة أن التطوّر الأخطر تمثّل في انسحاب القوات السعودية من القصر الرئاسي ومطار عدن، ما يشير إلى تراجع نفوذ الرياض في الجنوب، بعد أن كانت الفاعل الأبرز ضمن التحالف الداعم للحكومة المعترف بها دولياً منذ بداية الحرب.
وأضافت أن هذا التحول يعكس تفكك التحالفات التقليدية داخل الشرعية، ويمنح المجلس الانتقالي اليد العليا في إدارة الجنوب خلال المرحلة المقبلة.
وتشير الغارديان إلى أن إعلان دولة جنوبية مستقلة مباشرة قد يكون خياراً محفوفاً بالمخاطر، مستشهدة بتجارب دول واجهت عزلة دولية بعد خطوات أحادية، مثل الصحراء الغربية. وترجّح الصحيفة أن يلجأ المجلس إلى خيارات تدريجية، بينها إجراء استفتاء شعبي في وقت لاحق.
وقالت الصحيفة إن دعوة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لقوات الانتقالي بالعودة إلى الثكنات لم تلقَ استجابة، فيما واصلت قوات عيدروس الزُبيدي تعزيز وجودها في القطاعات الاستراتيجية، وسيطرت مؤخراً على شركة بترو مسيلة، أكبر شركة نفطية في البلاد، وهو ما يمنح المجلس قوة اقتصادية إضافية لتوجيه مسار الأحداث.
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين أن الأمم المتحدة وعدداً من الدول الغربية أجروا اتصالات مع قيادة الانتقالي لبحث نوايا المجلس وعلاقاته الدولية، بما في ذلك التواصل مع روسيا، وسط مخاوف من تأثير التطورات على الحرب مع الحوثيين المدعومين من إيران. وحتى الآن، لم تُعلن الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية موقفاً واضحاً من المستجدات.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة اليمنية ميساء شجاع الدين قولها إن التطورات الحالية تشكّل "أكبر نقطة تحول يشهدها اليمن منذ سقوط صنعاء بيد الحوثيين عام 2015"، مؤكدة أن المشهد قد يعيد رسم التحالفات الإقليمية ويفتح الباب أمام توتر متجدد بين السعودية والإمارات. وأضافت أن المجلس الانتقالي بات في موقع يمكّنه من المطالبة بصيغة واسعة من الحكم الذاتي للجنوب.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن وفداً سعودياً ما يزال في حضرموت تحت ضغط مكثف لاحتواء التصعيد، معتبرة أن اليمن يقف أمام لحظة مفصلية قد تعيد رسم حدوده وتوازناته الإقليمية لسنوات طويلة.




