تحليل أميركي: الأمم المتحدة أخفقت في ثمانية ملفات باليمن...

تحليل أميركي: الأمم المتحدة أخفقت في ثمانية ملفات باليمن...

منبر الاخبار / خاص

كشف تحليل حديث نشرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) للباحثة بريدجيت تومي، عن سلسلة من الإخفاقات الكارثية للأمم المتحدة في اليمن خلال العقد الأخير، أدّت إلى تعزيز نفوذ جماعة الحوثي وإضعاف الحكومة اليمنية، وإطالة أمد الحرب ومعاناة الشعب اليمني.

وأوضح التقرير أن الأمم المتحدة ارتكبت ثمانية أخطاء رئيسية في تعاملها مع الأزمة اليمنية، جاءت على النحو التالي:

اتفاق ستوكهولم (2018)، الذي وصفه التحليل بأنه منح الحوثيين تفوقًا سياسيًا وعسكريًا على الحكومة الشرعية، بعدما أوقف هجومًا كان سيُضعف الجماعة، وأتاح لهم السيطرة على ميناء الحديدة ومنافذه الحيوية، ما وفّر لهم موارد مالية ضخمة عززت قدراتهم العسكرية.

فشل الأمم المتحدة في تطبيق حظر السلاح على الحوثيين، إذ لم تتمكن آلية التفتيش الأممية (UNVIM) من منع تهريب الأسلحة بسبب ضعف صلاحياتها، ما سمح لإيران بمواصلة تزويد الحوثيين بالسلاح والمعدات العسكرية.

تمكين الحوثيين من السيطرة الاقتصادية على الموانئ، خصوصًا الحديدة، حيث واصلت الأمم المتحدة العمل عبر الميناء رغم استيلاء الحوثيين على مليارات من عائدات الرسوم الجمركية التي كانت مخصصة لرواتب الموظفين، بينما موّلت المنظمة تحسينات فنية في الميناء الخاضع لهم.

تمويل غير مباشر للحوثيين وروسيا، من خلال شراء ناقلة نفط استخدمها الحوثيون لتخزين نفط روسي خاضع للعقوبات، قبالة سواحل الحديدة، مما منحهم سيطرة فعلية عليها.

تمركز بعثات الأمم المتحدة في مناطق الحوثيين، ما أتاح للجماعة نفوذًا واسعًا على أنشطة المنظمة وموظفيها، وأجبر الأمم المتحدة على الاعتماد على موانئ الحوثيين لإدخال المساعدات الإنسانية رغم المخاطر الأمنية واللوجستية.

عجز الأمم المتحدة عن حماية موظفيها المختطفين، إذ تجاوز عدد المختطفين الأربعين شخصًا، معظمهم يمنيون، دون أن تتخذ المنظمة أي موقف حازم أو تصعيد دبلوماسي ضد الحوثيين.

استسلام الأمم المتحدة لابتزاز الحوثيين واستغلالهم للمساعدات الدولية، حيث استولت الجماعة على ما يقارب ثلث المساعدات الإنسانية، بينما التزمت الأمم المتحدة الصمت للحفاظ على وجودها الميداني.

منح العملية السياسية الأممية شرعية ضمنية للحوثيين، إذ يرى التحليل أن نهج المبعوثين الأمميين المتعاقبين أسهم في ترسيخ مكانة الحوثيين كطرف سياسي معترف به، مع رفض الأمم المتحدة لأي تحرك عسكري ضدهم، ما أطال أمد سيطرتهم على صنعاء وعرقل فرص السلام الحقيقي.

وأكدت الكاتبة أن هذه الإخفاقات "تُظهر خللًا عميقًا في فهم الأمم المتحدة لطبيعة الصراع في اليمن، وتجاهلها المتكرر للانتهاكات الحوثية"، مشيرة إلى أن إعادة تقييم دور المنظمة الدولية بات أمرًا ملحًا لإنقاذ العملية السياسية وضمان عدم تكرار هذه الأخطاء في المستقبل.