باحث أمريكي يدعو لنقل سفارة بلاده في اليمن إلى العاصمة عدن بدلا عن الرياض ...

منبر الاخبار / خاص
دعا الباحث الأمريكي مايكل روبن، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والباحث في مركز "منتدى الشرق الأوسط"، وزارة الخارجية الأمريكية إلى نقل مقر السفارة الخاصة باليمن من العاصمة السعودية الرياض إلى مدينة عدن، التي وصفها بأنها مدينة آمنة ومستقرة وقادرة على استضافة البعثة الدبلوماسية.
وأوضح روبن، في مقال نشره الجمعة على موقع المركز، أن السفارات الأمريكية تواصل عملها في دول تشهد صراعات أو علاقات متوترة مع واشنطن، مثل أوكرانيا وروسيا، بينما يغيب الحضور الدبلوماسي الأمريكي داخل اليمن، رغم أهميتها الاستراتيجية في مواجهة وكلاء إيران.
وقال: "حرر الحراك الجنوبي عدن من سيطرة الحوثيين قبل نحو عقد، ومنذ ذلك الحين ظلت المدينة مستقرة نسبيًا، رغم محاولات زعزعة استقرارها من قبل تنظيم القاعدة، وجماعة الإخوان المسلمين، وبعض المكونات الشمالية في الحكومة المعترف بها دولياً."
وأضاف: "رغم أن آثار الحرب لا تزال قائمة في عدن، إلا أن مظاهر التعافي واضحة، من خلال الحياة اليومية النشطة في شوارع المدينة، ومراكزها التجارية، وحدائقها، وكورنيشها المطل على البحر."
وانتقد روبن استمرار إدارة السفارة الأمريكية في اليمن من الرياض، التي تبعد نحو 850 ميلاً عن عدن، واعتبر ذلك معيقاً لفهم المشهد السياسي اليمني، ومشابهاً لإدارة سفارة واشنطن لدى بريطانيا من كرواتيا، أو إدارة شؤون أوكرانيا من روسيا.
وأشار إلى تجارب سابقة فاشلة عندما أغلقت الولايات المتحدة سفاراتها في دول مضطربة مثل الصومال وليبيا، وأدارت علاقاتها من دول مجاورة، وهو ما أدى إلى فشل كبير في فهم التطورات السياسية الداخلية لتلك البلدان.
وأرجع الباحث تأخر وزارة الخارجية الأمريكية في إعادة فتح السفارات بعد استقرار الأوضاع إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
الجمود البيروقراطي داخل الوزارة.
تحفّظ ضباط الأمن الإقليمي الذين يفضلون إبعاد الدبلوماسيين عن مناطق التوتر.
تفضيل بعض الدبلوماسيين لجودة الحياة في دول أكثر استقرارًا مقارنة بالمناطق التي يفترض أن يعملوا فيها.
وأكد روبن أن "على وزير الخارجية ماركو روبيو ألا يقبل بهذه التبريرات في حالة اليمن، إذ أن الوضع في عدن يتيح خيارات عملية وآمنة لعودة الدبلوماسيين الأمريكيين إليها."
وطرح خيارين لذلك:
نقل السفارة إلى داخل مطار عدن الدولي، وهو موقع آمن ويمكن استخدامه كسفارة على غرار ما هو معمول به في مقديشو.
إنشاء السفارة في منطقة المنصورة، التي تتمتع ببنية تحتية جيدة وتاريخ عمراني حديث، ومساحة كافية لتشييد مقر يلبي متطلبات الأمان الأمريكية.
وختم روبن مقاله بالتأكيد على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تمارس نفوذها أو تواجه خصومها دون وجود ميداني فعلي في الدول المهمة، مشدداً أن "المسؤولية اليوم تقع على وزير الخارجية، والقرار قراره وحده."...