الطيران الامريكي يستهدف مواقع القاعدة شرق مودية في أبين..

منبر الاخبار / خاص
أفادت مصادر خاصة لصحيفة “درع الجنوب” أن طيرانًا مجهول الهوية، يُرجّح أنه أمريكي، نفّذ صباح اليوم غارتين جويتين دقيقتين استهدفتا مواقع لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في وادي “الرفض” شرق مديرية مودية بمحافظة أبين، وهي منطقة يُعرف بأنها من أبرز معاقل التنظيم خلال السنوات الأخيرة...
وتُعد هذه العملية الجوية امتدادًا مباشرًا لحملة عسكرية جوية متصاعدة ضد التنظيم، حيث سبقتها قبل نحو أسبوعين سلسلة من الغارات الأمريكية على مواقع مماثلة في وادي “سري” ومنطقة “تصابة” الواقعتين شمال شرق “خبر المراقشة”، وأسفرت حينها عن مقتل عدد من القيادات الميدانية البارزة في التنظيم...
وتكشف الضربات الأخيرة عن تصاعد وتيرة التنسيق الاستخباراتي والاستهداف الجوي الدقيق ضد بؤر الإرهاب في الجنوب، في ظل استمرار محاولات تنظيم القاعدة لإعادة التمركز والانتشار من خلال شبكات الدعم التي توفرها له مليشيا الحوثي في عدد من مناطق التماس. وتشير تقارير استخباراتية إلى أن المليشيات الحوثية توفر للتنظيم تسهيلات لوجستية وممرات آمنة ونقاط إيواء، خصوصًا في المناطق الواقعة بين البيضاء وأجزاء من شبوة ومأرب...
ورغم هذا الدعم المتبادل بين الجماعتين، يواجه تنظيم القاعدة تآكلاً متسارعًا في قدراته الميدانية، بفعل الضربات الجوية المتكررة التي تستهدف قياداته، إلى جانب العمليات العسكرية البرية الحازمة التي تنفذها القوات المسلحة الجنوبية ضمن عمليتي “سهام الشرق” و”سهام الجنوب”، واللتين حققتا مكاسب ميدانية نوعية أسفرت عن تفكيك العديد من خلايا الإرهاب...
ويرى مراقبون أن التحرك الجوي الأخير يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز إطار الضربة الموضعية، فهو يأتي في سياق تأكيد التزام التحالف الدولي بمحاربة الإرهاب، وتقديم دعم لوجستي واستخباراتي مستمر للقوات الجنوبية التي تخوض مواجهات مباشرة ضد القاعدة في جغرافيا وعرة تمتد من جبال مودية إلى تخوم الصومعة ووادي عبيدة...
وفي ظل هذه المستجدات، تُطرح تساؤلات حول ما إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا في وتيرة العمليات الجوية والبرية، تمهيدًا لتفكيك ما تبقى من بنية التنظيم في جنوب اليمن، لا سيما أن تحركاته الأخيرة تؤشر إلى محاولات يائسة لإعادة التموضع، رغم الهزائم المتلاحقة التي أفقدته الكثير من عناصره وقياداته...
وفي الوقت الذي تتكثف فيه هذه العمليات، تتجه الأنظار إلى أهمية استمرار التنسيق بين القوات الجنوبية والطيران الدولي لضمان اجتثاث شامل للتنظيم، وقطع شرايين الدعم الحوثي التي باتت تمثل خطراً مزدوجاً على الأمن والاستقرار في الجنوب واليمن عمومًا...