جهود الشفافية في تعز : إشراقات تتحدى التشويه..

منبر الاخبار / تقرير فتحي ابو النصر ..
شهدت محافظة تعز في الآونة الأخيرة تحولا ملحوظا في ميدان الشفافية الإدارية والمحاسبة المالية، وهو أمر يندرج تحت مساعي السلطة المحلية بقيادة المحافظ نبيل شمسان..
على أن هذا التحول، الذي لا شك أنه يعكس عزيمة القيادة المحلية وحرصها على رفعة المحافظة وتعافيها، تمثلت خطواته في تحسين الأداء المؤسسي وتعزيز التواصل مع المواطنين، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لجميع فئات المجتمع للإسهام في الرقابة ومتابعة تنفيذ الخطط والمشاريع. كما أن الجهود المتواصلة التي تبذلها السلطات المحلية في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025، لم تكن لتتحقق دون وجود بيئة من الشفافية الكاملة، والتي تعتبر من الأسس التي يقوم عليها هذا النجاح.
ولقد أثبت المحافظ نبيل شمسان، ومن خلال الإجراءات المتخذة في ميدان الموارد والانفاق، أنه يمثل حالة يحتذى بها في العمل القيادي. فبالإضافة إلى اهتمامه البالغ بتعزيز الاستقرار والأمن في المحافظة، تركز اهتمامه على تطوير الأداء المؤسسي من خلال خطوات عملية تضمن توزيع الموارد بشكل عادل وفعال. وكان الهدف من هذه الجهود هو توفير بيئة تنافسية للقطاع الخاص، ودعم الاستثمارات المحلية، وبالتالي توفير فرص العمل لأبناء المحافظة..
لكن ما يميز هذه الجهود هو الشفافية التي رافقت كافة مراحل العمل، مما جعل عملية جمع الإيرادات وتوزيعها تخضع لمراجعة دقيقة عبر آليات محاسبية شفافة.
ولم يكن من الممكن إخفاء أي تجاوزات أو فساد تحت سطوة هذا النظام الشفاف، فالمواطنون أصبحوا على دراية تامة بمصادر الإيرادات والطرق التي يتم بها صرف الأموال العامة.
وبينما تحققت هذه الإنجازات، لم تخلو الأمور من بعض الأصوات التي تحاول تشويه صورة هذه الجهود النبيلة. فيما يبدو أن هناك من يصبون جهدهم في نشر التشويش والفتن بدلا من الانخراط في دعم مسار الإصلاح والتطوير الذي تتبناه السلطة المحلية بقيادة المحافظ الاستاذ نبيل شمسان..
من هنا فإن هذه الأصوات التي تسعى لتشويه صورة المحافظ، ما هي إلا محاولات يائسة لعرقلة مسيرة النجاح. فهم لا يستطيعون أن يتقبلوا واقعا قائما على الشفافية، الذي يصبح من خلاله أبناء تعز على اطلاع دائم بما يحدث في ميدان الموارد والمشاريع الخدمية..
وحسب الرقيب الزميل الاعلامي عبد الله فرحان "لا سلطة محلية ولا مركزية . ولا مسؤل محلي او وزاري او رئاسي في اليمن ككل كان او سيكون منذ 7 اعوام وحتى اليوم بوسعه ان يخرج الى الناس والى الاعلام وامام الشاشات الفضائية ليناقش الحليف والمعارض والمتصيد والمناكف وبكل وضوح وشفافية حول الموارد المالية والانفاق ويتحاسب معهم حول كل ريال وفلس تم توريده واين تم صرفه وما تبويبات الانفاق المالي الذي تم صرف الايرادات المالية فيها ومدى التقييم للنجاح والاخفاق واستعراض المشاريع والتكلفة المالية و... الخ ..
ومن ناحيته قال الزميل قاسم إبراهيم مدير إعلام المحافظة 'اليوم السلطة المحلية لمحافظة تعز بمحافظها ووكلائها ومدراء عموم مكاتبها نجدهم جميعا قد امتثلوا للحضور امام الصحفيين والاعلامين والناقدين والاحزاب السياسية لجلسات استجواب صحفي واعلامي شرحا وتوضيحا لكافة التفاصيل المالية للسلطة المحلية بمحافظة تعز وبشفافية مطلقة شرحا مفصلا للموازنات والايرادات المالية وبأثر رجعي ل 7 اعوام سابقة وبصدر رحب ايضا تم الرد والتوضيح على كافة الاستفسارات والاستجواب "
لذلك فإن المؤتمر الصحفي في اللقاء الموسع لقيادة المحافظة جاء ليُجسد هذا النجاح، ويعكس حرص القيادة المحلية على التواصل المستمر مع الجمهور من خلال عرض إنجازات السلطة المحلية، والإجابة عن أي استفسارات أو تساؤلات تخص عمليات الرقابة والإنفاق.
و برأيي فإنه لقاء من نوع خاص عكس الثقة بين السلطة والمجتمع، في الوقت الذي سعت فيه السلطة إلى تعزيز مبدأ الشفافية الكاملة الذي يقابل بالتشوية من قبل الذين لا يعيشون إلا الخصومة السياسية..
لكن مما لا شك فيه أن أولئك المشوهين يجهلون للأسف الشديد أن قيادة تعز قد رسخت مبدأ الشفافية كمنهج عمل لا محيد عنه، وهو ما أصبح واقعا ملموسا في حياة الناس في تعز. فالمواطنون الذين سيتابعون التقارير الدورية التي يقدمها المحافظ وكل أجهزة السلطة المحلية في مجالات الإيرادات والمشاريع المنفذة، سيدركون الحقيقة بعيدا عن التشويش.
ولكن مع ذلك، لا يمكن أن ننكر أن هناك من لم يتحمل رؤية هذا التقدم، فراحوا يسعون خلف نشر الشائعات والتشويه.
وبالتأكيد فإن هؤلاء لا يعبأون بالحقائق، بل إنهم يفضلون تغليب مصلحة فئوية ضيقة على مصلحة المحافظة بأسرها. ففي هذه اللحظات، من الضروري أن نذكر أن هذه المحاولات البائسة لن تزيد السلطة المحلية إلا إصرارا على المضي قدما في طريق الإصلاح..
كما لا يمكن لأي شخص أن ينكر أن تعز قد شهدت تحسنا ملحوظا في الأداء المؤسسي في كافة المجالات. فالإجراءات المالية التي يتم تنفيذها باتت تتسم بالدقة والشفافية، مما ساهم في استقرار الوضع المالي وتعزيز الثقة بين السلطة المحلية والمواطنين. بل أكثر من ذلك، فقد قدمت المحافظة نفسها بما من شأنها أن يحتذى بها في إدارة الشؤون المحلية، وتقديم تقارير واضحة وشاملة عن كل خطوة تُنفذ على الأرض..
والواقع أنه يجب أن نتذكر أيضا أن هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا تضافر الجهود بين كافة القطاعات، من مكونات سياسية، واقتصادية، ومؤسسات شبابية ونسائية. فقد أتى اللقاء الموسع اليوم، الذي حضره ممثلون عن الأحزاب السياسية، والمنظمات الدولية والمحلية، ليؤكد على أن هناك تلاحما حقيقيا بين جميع هذه المكونات من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتعافي. فيما هذا التعاون والتنسيق هو الذي مهد الطريق أمام تعز لتكون في طليعة المحافظات التي تتبنى مبدأ الشفافية والمحاسبة في كل ما يتعلق بالموارد والإيرادات.
وبالطبع تُعدُّ هذه الجهود في محافظة تعز بمثابة حجر الزاوية في استعادة الأمن والاستقرار في المحافظة، لا سيما في ظل الظروف التي فرضتها الحرب والحصار على البنية التحتية. ولقد كانت هذه الجهود ملموسة من خلال مجموعة من المشاريع التنموية التي جرى تنفيذها خلال الأعوام الأخيرة، والتي استطاعت أن تعالج الكثير من التحديات التي فرضتها الأوضاع الصعبة..
ذلك إن طريق الشفافية طويل، لكنه يستحق أن نسير فيه معا، بعيدا عن التشويش والتحريف. أو بمعنى أدق فلنكن معا داعمين للحقائق، ومؤيدين للإيجابيات، ولنعمل يدا بيد من أجل بناء مستقبل يليق بتعز..
وفي اللقاء الاعلامي الموسع هذا ناقش المحافظ وكافة أعضاء السلطة المحلية اليوم تقارير الموارد والانفاق وخطط الأداء للعام 2025م للمحافظة ..
وأكد محافظ المحافظة الاستاذ نبيل شمسان ، أن قضية استكمال التحرير تعد أولوية رئيسية للسلطة المحلية بجانب تنمية الموارد وتعزيز الأمن والاستقرار وتنفيذ الاجراءات المتعلقة بالشفافية والرقابة ومكافحة الفساد والسير في تنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة..
كما أنه وخلال اللقاء الموسع الذي حضره وكيل أول المحافظة الدكتور عبد القوي المخلافي ووكلاء المحافظة وقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل ومدراء المكاتب التنفيذية والمديريات ورؤساء وممثلي الاحزاب السياسية والمنظمات الدولية والمحلية والعلماء والمرأة والشباب ، تطرق المحافظ شمسان الى أن استكمال معركة التحرير تشكل أولوية رئيسية وبزوال المليشيات ستجد المحافظة ذاتها في التنمية والاستثمار وخلق فرص العمل وتحسين الخدمات مشيدا بما يبذله الأبطال في الجبهات من صمود اسطوري وكذلك ما تحققه الاجهزة الامنية من نجاحات في تثبيت الأمن والاستقرار.
وكان المحافظ نبيل شمسان شدد على أهمية التلاحم بين جميع المكونات السياسية والاقتصادية والشبابية وكل الفعاليات لتعزيز الصف الوطني والدفاع عن المحافظة والعمل لتحقيق التعافي لافتا الى ما تتميز به المحافظة من تقدم في الاداء المؤسسي وإجراءات الرقابة والمحاسبة عبر وسائل وآليات الرقابة السابقة والمصاحبة واللاحقة عبر مكتب المالية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة داعيا الجميع الى الاسهام في مجال الرقابة والشفافية والحصول على التقارير والمعلومات والارقام والاحصائيات حول أداء السلطة المحلية والموارد والانفاق وعملية تنفيذ المشاريع سواء من قبل المحافظة أو المنظمات الدولية والمحلية.
كذلك استعرض المحافظ والوكلاء أمام القنوات الفضائيه وممثلي وسائل الإعلام حجم الايرادات والانفاق والمشاريع المهمة المنفذة وإجراءات معالجة مطالب المعلمين وأهمية خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة ودعم هذه التجربة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي فخامة الدكتور رشاد العليمي وكذلك رئيس الحكومة والوزراء وممثلي المنظمات الاممية والدولية..
ومن جانبه استعرض وكيل المحافظة للشئون المالية والادارية وتنمية الموارد خالد عبد الجليل مراحل وإجراءات تنمية الموارد والرقابة على تحصيلها وعملية الانفاق وتحسين الاداء المالي وسلامة الاجراءات للصرف في المكاتب والمديريات واتخاذ الاجراءات القانونية حيال أي مخالفات تمس المال العام مستعرضا تبويبات الانفاق في البرنامج الاستثماري وفق الاولويات والاسهام في تنفيذ المشاريع ودعم الجيش والامن والأوبئة وغيرها في ظل غياب الدعم المركزي.
ومن جهته استعرض مدير عام مكتب المالية الدكتور محمد السامعي تقريرا مفصلا عن حجم الموارد من الاعوام 2018-2024م وكذلك حجم الانفاق ومهام المكتب الرقابية على الانفاق وسلامة إجراءات الصرف ووصول الموارد للبنك المركزي عبر (19) إدارة و (54) قسما في 23 فرع بالمكاتب والمديريات والادارة العامة وكلها تقوم بالرقابة على مراجعة وتقييم عمليات الانفاق وفق القانون وكذلك إجراءات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وكذلك عرض مؤشرات ارتفاع الموارد خلال الاعوام الاخيرة بنسب كبيرة مما يؤكد نجاح إجراءات الرقابة على التحصيل والعديد من الاجراءات لحماية المال العام ومكافحة الفساد واية مخالفات.
وفي الاجتماع قدم مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي تقريرا مفصلا حول مراحل إعداد خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وركائزها ومحاورها وعوامل اختيار المحافظة لتطبيق خطة الاطار الاقتصادي للانتقال الى التنمية المستدامة ومصفوفة مشاريع الخطة واولويات المشاريع وأهدافها للعام 2025م.
كما عرض مدير عام الموارد المالية مهيوب الحبيشي مؤشرات الموارد المحلية والمركزية والمشتركة والانفاق على المكاتب والمديريات خلال الفترة من 2018 - 2024م وآثار التضخم على الموارد بالمحافظة كما استعرض مدير عام مكتب الشئون الاجتماعية والعمل عبده على ومدير عام مكتب الصحة الدكتور عبد الرحمن الصبري الاداء خلال العام 2024م ومؤشرات التحسن في تحسين البنية التحتية والخدمات الصحية بالاضافة الى عروض لعدد من المنظمات الدولية.
كما شهد اللقاء الموسع إجابة وكيل الشئون المالية والادارية وتنمية الموارد ومدراء المالية وتنمية الموارد والتخطيط والتعاون الدولي على عدد من الاسئلة للصحفيين والحاضرين...
طبعا بهذه التجربة في الشفافية ونجاحها وتحقيق أهدافها على المدى القريب والبعيد تبقى مهمة لتحقيق التنمية المستدامة والتعافي والتغلب على الاضرار التي تعرضت لها البنية التحتية لمحافظة تعز جراء الحرب وآثار الحصار.
لنخلص وفقا لما سبق إلى إن خطوات المحافظ نبيل شمسان في كيفية تحقيق الشفافية والمحاسبة في الإدارات المحلية، خطوات محترمة جدا .ذلك إن هذه البيئة الشفافة هي من ستُؤسس لثقافة جديدة، يشارك فيها الجميع، ويكون فيها المواطن هو الرقيب الأول على الأداء الحكومي. وفي ذات الوقت، يجب على الإعلاميين والمواطنين أن يتحملوا مسؤولياتهم في نشر الحقيقة وتعزيز الثقة بين المواطنين ومسؤوليهم، والعمل جاهدين على دفع عجلة الإصلاح والتصحيح إلى الأمام..