تضامنا مع الزميل قاسم إبراهيم والمحافظ نبيل شمسان
في يوم الإثنين، 10 فبراير 2025، كان من المقرر عقد المؤتمر الصحفي الأول للسلطة المحلية لعام 2025 في قاعة المحافظة الساعة العاشرة صباحاً. كان المؤتمر يهدف إلى تقديم تقرير شامل عن الإنجازات التي حققتها السلطة المحلية، ويعرض خطة العمل المستقبلية والشفافية في إدارة الشؤون المحلية. غير أن بعض الإعلاميين للأسف لم يحسنوا التصرف في هذه المناسبة المهمة، واعلنوا مقاطعة المؤتمر فيما سخروا من الجهود المبذولة لتحقيق الشفافية والوضوح الإعلامي، بل وانتقدوا المؤتمر بشكل غير مبرر.
والواقع أن قد أثار تصرف أحد الإعلاميين، الذي بمجرد الإعلان عن المؤتمر، بدأ في التحريض ضد الحدث، موجة من الغضب. هذا الإعلامي، الذي ينتمي لقناة لا تهتم بمدينة تعز، جعل من نفسه خصماً لمجرد أن السلطة المحلية تسعى إلى إبراز الشفافية والإيجابية في عملها. وكان هذا في وقت يسعى فيه الجميع إلى تعزيز التواصل بين المسؤولين والمجتمع، وتوضيح الأمور بشفافية كاملة.
وما يزيد الطين بلة هو أن هذا الإعلامي حاول التشكيك في نوايا المؤتمر والسلطة المحلية، متجاهلا كل الجهود التي بذلها الزميل قاسم إبراهيم، مدير الإعلام في محافظة تعز، الذي كان يتحدث بصدق عن مواقف السلطة المحلية. حيث أكد قاسم إبراهيم في تصريحاته أن السلطة تسعى دائماً إلى تقديم مواقف إيجابية وتوضيح الحقائق أمام الجمهور، بعيداً عن التشويش أو التحريف. وبحسب قوله، فإن هذا النوع من التصرفات، الذي يعمد إلى إثارة الفتنة والتحريض ضد الشفافية، لا يخدم المصلحة العامة، بل يضرّ بالعمل الصحفي المهني ويشوه الحقائق.
وفي هذا السياق، أكد الزميل قاسم إبراهيم أن محافظة تعز في عهد المحافظ نبيل شمسان تتسم بالوضوح الإعلامي. فقد أبدع المحافظ في إنشاء بيئة شفافة تتيح للمواطنين التفاعل مع الإدارة المحلية، فيما يتم الإعلان عن كل التفاصيل المالية والإدارية بشكل دوري وواضح. وهذا كله جاء من باب التزام القيادة المحلية بمبدأ الشفافية، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً من المجتمع، وأدى إلى تعزيز الثقة بين السلطة المحلية والمواطنين.
ومع ذلك، وبدلاً من أن يتم تقدير هذه الجهود والالتزام الواضح، نجد أن بعض الأصوات الإعلامية اختارت السخرية من هذه المبادرات. وهذا يعكس ضعفاً في الموقف المهني لبعض الصحفيين الذين بدلاً من أن يكونوا شركاء في تعزيز الشفافية والمصداقية، أصبحوا يتبعون أجندات خارجية أو مشبوهة تهدف إلى التقليل من قيمة العمل الجاد الذي يبذله المسؤولون في السلطة المحلية.
وفي وقت لاحق من اليوم، تم نشر بيان من قبل بعض الصحفيين الذين دعوا إلى مقاطعة المؤتمر الصحفي. وللأسف، كان هذا البيان يتعارض مع المبادئ المهنية التي ينبغي أن يتحلى بها الصحفيون في مثل هذه المواقف. فإذا كانت الصحافة تسعى إلى محاسبة السلطة، فيجب أن تكون هذه المحاسبة نابعة من تقارير وتحقيقات مبنية على الحقائق وليس من خلال استهداف الأفراد أو التلاعب بالحقائق لمصلحة فئة معينة.
ومع ذلك، يظل لدينا الأمل في أن يكون الصحفيون المهنيون الذين يلتزمون بمبادئ الصحافة الحقة هم الأكثر تأثيراً. فالتأجيل الذي حصل اليوم كان بسبب أسباب فنية، وليس إلغاءً للمؤتمر كما قد يحاول البعض ترويجه. بمعنى أدق فإن تأجيل المؤتمر كان خطوة مدروسة لضمان أن يتم تنظيمه بشكل لائق يتناسب مع الأهمية التي يحظى بها هذا الحدث الإعلامي.
وفي الحقيقة، لا يسعني إلا أن أعبّر عن تضامني الكامل مع الزميل قاسم إبراهيم في موقفه الثابت تجاه هؤلاء الإعلاميين الذين لا يقدرون قيمة الشفافية ويسعون وراء التحريض والتشويه. كما أنني أتوجه بالشكر والتقدير الكبير للمحافظ نبيل شمسان على جهوده الواضحة في تحسين أداء السلطة المحلية وتعزيز الشفافية المالية والإدارية. ذلك أن هذه الخطوات تعكس الالتزام بخدمة المواطنين بأعلى درجات المهنية والشفافية المفترضة.
ثم إن كل خطوة نحو الشفافية والعمل المهني تستحق الدعم والتقدير من الجميع، حتى لو كان هناك من يسعى لتقويض هذه الجهود.
والحق اننا بحاجة إلى الإعلاميين الذين يرفعون من قيمة العمل الصحفي ويعززون المصداقية والشفافية في المجتمع، وليس أولئك الذين يختارون أن يكونوا جزءاً من التشويش والفتنة.
ولذلك أقول: فلنكن جميعاً داعمين للحقائق وللإيجابيات، ولنعمل معاً من أجل مستقبل أفضل لنا ولأجيالنا القادمة.