"عندما يصبح الفشل والفساد إستراتيجية: شرعية تائهة في مواجهة الحوثي"..
في حديثه لصحيفة عكاظ، صرّح رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بأن “التصنيف الإرهابي للحوثيين هو أفضل خيار سلمي لردعهم”، وهو تصريح يكشف حجم الأزمة العميقة التي تعيشها القيادة الشرعية، والتي يبدو أنها استبدلت الفعل العسكري والسياسي المؤثر بسياسة التصريحات والرهان على الإدانات الدولية. الميليشيات لا تهاب التصنيفات، ولا تتأثر بالإدانات الدولية..
فقد واجهت قرارات مجلس الأمن والعقوبات الأمريكية والأوروبية بلامبالاة، واستمرت في التصعيد العسكري والسياسي. ما يخشاه الحوثيون فعلًا ليس البيانات والتصنيفات، بل الدبابة، والمدفع، والبندقية، والأهم من ذلك القيادة السياسية والعسكرية الصلبة القادرة على استثمار كل الأدوات المتاحة لتحرير الدولة واستعادة المؤسسات..
لكن ما نراه اليوم هو قيادة شرعية غارقة في الحسابات الضيقة، غير قادرة على توحيد صفوفها، وتمارس سياسة الهروب إلى الأمام عبر مواقف وقرارات هشة، لا تصنع نصرًا ولا تحمي شعبًا. بدلًا من التعامل مع التصنيف كأداة ضغط سياسي وعسكري يمكن استثمارها في تسريع الحسم، نرى القيادة الشرعية تتعامل معه وكأنه “غاية” بحد ذاتها، ووسيلة لدعم الحلول السلمية التي أثبتت فشلها مرارًا وتكرارًا..
وهنا يتأكد لنا أن الشرعية لم تعد تمثل مشروعًا وطنيًا حقيقيًا، بل أصبحت مجرد كيان إداري بلا روح، ووظيفة بلا مهمة، تمارس العجز والتبرير، بينما الحوثي يواصل فرض مشروعه بقوة السلاح. وما يزيد من خطورة هذا المشهد أن بعض القيادات الشرعية أصبحت وجهًا آخر للحوثيين، ليس في الأيديولوجيا، ولكن في استغلال مواقعهم لخدمة أجندات ضيقة، والاستفادة من بقاء الوضع على ما هو عليه..
لم يعد هناك وقت لمزيد من الأعذار. المطلوب هو قيادة وطنية تمتلك الإرادة السياسية، تعمل على حشد كل الموارد المتاحة لاستعادة الدولة، وتعتمد على الفعل لا التصريحات. فالمعركة لم تعد فقط مع الحوثي، بل مع الفشل والفساد اللذان أصبحا سياسة رسمية للشرعية..