في أمسية أقيمت بتعز.. حزب البعث يرحب بجهود السلام المبنية على أسس إنهاء الانقلاب وإستعادة الدولة
منبر الأخبار
نظم حزب البعث العربي الإشتراكي القومي
قيادة قطر اليمن، مساء اليوم، أمسية رمضانية في مدينة تعز تحت عنوان (لمحات موجزة في نضال البعث في اليمن)، وذلك بمناسبة ميلاد الحزب في السابع من نيسان 1947م.
وألقيت في الأمسية (التي حضرها قياديين في الحزب وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية، والشخصيات الاجتماعية بمحافظة تعز) عدد من الكلمات التي تناولت جملة من المواقف والمنعطفات التاريخية التي شهدها الحزب طيلة الفترة الماضية.
وفي نهاية الامسية قام امين عام حزب البعث العربي الإشتراكي بتعز الدكتور علي الجابري بقراءة البيان الصادر عن الحزب بمناسبة حلول الذكرى 76 لمولد حزب البعث العربي الإشتراكي عام 1947م، جاء فيه:
تطل علينا اليوم ذكرى خالدة ومجيدة هي الذكرى السادسة والسبعين لمولد حزب البعث العربي الاشتراكي حزب الأمة وحزب رسالتها الخالدة في السابع من نيسان عام 1947.
هذا اليوم التاريخي والفارق في تاريخ أمتنا العربية المجيدة ، اليوم الذي رسم لأمتنا أسس الحركة والتغيير وصاغها في دستور حمل أهداف الثورة العربية التقدمية ورسم طريق الخلاص للأمة العربية في هذا العصر وفي المستقبل للقضاء على الحدود المصطنعة، وبناء الدولة الموحدة التي يتمتع فيها الفرد والأمة بمجموعها بالحرية والمساواة وتوزيع عادل للثروات بما يضمن كرامة الفرد وتحقيق إنسانيته وحريته في دولة تعيد للأمة كرامتها وتحقق رسالتها الحضارية الإنسانية وتساهم بشكل إيجابي وجدي في بناء الحضارة البشرية، فالسابع من نيسان ليس فقط استخلاص خبرة الماضي وعظمته ودروسه، أو الحاضر وإسقاطاته على المستقبل لكنه اختراق جميع الحُجُب والعوائق البشرية لمواجهة الغد بكل تحدياته وآفاقه ومخاطره.
ففي السابع من نيسان عام 1947 في ذلك اليوم الأغر أنطلق فتيةٌ من أبناء العروبة آمنوا بربهم وبوطنهم الكبير الواحد وبأمتهم الواحدة المجيدة وبرسالتها الحضارية الإنسانية الخالدة واستجابة لمتطلبات وتطلعات الجماهير العربية فزادهم إيمانا وهمةً وعزما انطلقوا يبشرون بمولود الأمة الجديد وابنها البار حزب البعث ليرفع هذا المولود الكريم راية النضال القومي العربي التحرري ضد الاستعمار والتجزئة والتخلف والفقر، فشاعت وأنتشرت عقيدته القومية العربية الإيمانية التقدمية الإنسانية في ربوع الوطن العربي الكبير.
فدخلت عقيدته وفكره القومي التقدمي النير، ومبادئه وروحه الوثابة في العقول والقلوب لتُنهض وتُحفز شباب الأمة ومثقفيها وعمالها وفلاحيها وعسكرييها الأشاوس، فحفزهم ونهض بهم هذا الفكر النير على النضال والكفاح من أجل تحرير الإنسان العربي وتحرير الوطن والشعب العربي ثم الانبعاث والتجدد والتطور والتقدم.
منذ أن تأسس حزبنا، انطلق في مبادئه من تراث الأمة العظيم، ذلك التراث الزاخر بالروح وعبق الرسالة، والملىء بالمعاني والعبر التاريخية الجليلة، حيث سبقت امتنا الإنسانية كلها في رسالتها الحضارية الاجتهادية المبدعة، وجاء التكليف بالرسالات المتعاقبة من الجليل الأعلى، ليعطي هذا التاريخ العميق والمبـدع معناه الإنساني العظيم ومعنـاه القـومي العظيم وانطلق حزبكم من هذه المعاني مستنـدا إليها في رسالته العظيمة.
ولذلك فان البعث ليس مجرد حزب ومنهج قومي وإنما هو بعث ورسالة، أو انه بعث رسالة هذه الأمة ووضعها في مكانها الصحيح لتأدية دورها الحضاري من جديد، بالاستناد إلى كل المعاني العظيمة في تراثها وفي مقدمة المرجع من هذا التراث، هو تراثها الروحي الموحد، لذلك فإن حزبنا ليس حزبا تقليديا كنتاج للتطور العالمي، وفي المنطقة مما تمخضت عنه الحرب العالمية الثانية، شأن الآخرين.
وإنما هو حزب رسالة ودعوة عظيمتين، إلا أن هذه المعاني، رغم إنها قد وردت بوضوح في شعار الحزب (أمة عربية واحدة - ذات رسالة خالدة) وفي منطلقات الفكر الذي غذاه الرواد، يتقدمهم الأستاذ المرحوم/أحمد ميشيل عفلق، فان العرب لم ينتبهوا في السابق، وعلى نطاق واسع، إلى هذا الوصف، وهذه المعاني التي يختلف فيها حزبنا عن الأحزاب الأخرى في منطلقات فكره وفي عمله.
وعلى أساس هذا الوصف لم يكن أول مؤتمر له في سوريا عام ١٩٤٧ موجها بالأساس ضد النظام الذي كان سائدا آنذاك في القطر العربي الذي عقد فيه، بل ولم يكن الدافع من تشكيل حزبنا، وانعقاد أول مؤتمر له دافعاً سياسيا مؤقتاً، ولا كان الدافع السياسي في مرحلته هو المحرك الأساس، لينبثق الحزب الفكرة في ذلك الوجود، ومن هذا وغيره يظهر ان الجانب الحزبي في رسالتنا ودعوتنا وجهادنا وكل نشاطنا، هو جانب يتصل بحاجة إلى التنظيم وتعبئة الصفوف لتحقيق الأهداف المقررة التي أرادها البعث العظيم.
ولأننا بعث رسالة، او رسالة بعث، فان هذا الوصف ومعانيه الخالدة يفرضان علينا نمطا من السلوك والإصرار، وان حالة أمة مجزأة إلى واحد وعشرين جزءاً، او أكثر، مطلوب توحيدها عمليا وروحياً، رغم ما فيها من مصالح لأكبر الدول وأكثرها تأثيرا وغلظة في العالم، فان هـذا لـوحـده ليس هدفاً سهلا.
فكيف إذا ما أضفنا إليه الاشتراكية، ومضمونها في العدالة الاجتماعية والحرية وما يتصل بها من معان وعمل، لن يكون الزمن فيها إلا زمنا دائماً، تحقيقا لهذه المعاني، وما يتصل بها من مهمات عظيمة ودائمة ومن ذلك يظهـر بان أي مستـوى من الأداء على مستـوى النضال لا ينطلق فيه المنطلقون حقا من روح جهادية، وجهاد دائم، يبقى قاصرا عن روح وأهداف البعث العظيم.
إن حزبَنا حزبٌ قومي عربي تقدمي اشتراكي رفع مبادئ وأسس الوحدة والحرية والإشتراكية، واعتمد الجماهير الشعبية العربية الكادحة في النضال لتحقيق هذه الأهداف على امتداد الوطن العربي وقدم تجربة ثورية، حضارية، إنسانية في قطر العراق غنيةٌ بالإنجازات والانتصارات والتحولات التي لا يحصيها بيان ولا يحويها كتاب، بل هي سفر عظيم مجيد سينهل منه المثقفون والباحثون والمؤرخون والشعراء والفنانون والأكاديميون عموماً على مدى الزمن لأجيال الأمة القادمة.
كما إن البعث حزب جماهيري حضاري إنساني يعبر في نضالِه وكفاحِه عن أرادة الشعب العربي في النهوض والتحرر والتوحد لتحقيق شخصية الأمة المتميزة بالعطاء والإبداع لكي نَتمكَن من التواصل والتعاون مع أمم وشعوب الأرض لتحقيق كل ما يعز الإنسان والإنسانية ويرفع من شأنهما ويوفر الأمن والأمان والرفاه والعيش الرغيد السعيد للإنسان.