عن ضرطـة الأضرعـي
منبر الأخبار
أحكي لكم قصة عندما كنت صغيراً وهي حقيقية عن من يُسمّون أنفسهم بالسادة، وأن ضرطة الأضرعي لم تأتي من فراغ بل واقعاً ملموساً.
في منطقتنا شخص يُدعى الشَّـراري من (مديرية حوث _ بيت الشراري) وكان يأتي إلى قريتنا التابعة لمديرية (خمر _عمران) سنوياً أيام حصاد الزرع، يأخذ النذور التي يعتبرها حقاً ونذراً له ولأسرته من (آل البيت) تتوارثها أسرة بيت الشراري وهي عبارة عن كذبه ضمن غسيل الأموال للقبائل كما هو معروف بعموم اليمن.
كان الشراري يأتي لابساً عمامةً، وقاوقاً، وعباءة. فيمكث عند جدي عبدالله رحمه الله لمدة أسبوع أحياناً ومن ثم تُجمع له الحبوب من كل بيت ومن كل نوع تحت مسمى (حق الشراري) ولا يرحل إلا وهو مُمتلىءٌ ومُتخَـم.
العجيب أنني وأنا صغير كنا ندخل إليه في مجلس جدي عبدالله رحمه الله يعمل نفس حركة (محمد الأضرعي) يضرط ونحن نضحك ونخـرج. يكرر هذا دائماً. فإذا عُدنا يقول تضحكون من نعمة الله وباعتبارها عادة لديهم.
كان جدي عبدالله يحرج دائماً
فإذا جاء وقت الصلاة ندخل في حالة استنفار، نجمع كل (صدول وزنابيل) المسجد، لأن السيد يمكث نصف ساعة يتوضأ؛ يغسل فرجه بخمسة زنابيل متوسطة، وكذلك إذا نزل في (بِِركة المسجد) فإنه يظل أكثر من ربع ساعة يستنجي بين الماء كما هو معلوم. حتى صارت مثلاً عند الناس لمن يتأخر في عمل، أو وضوء، أو ثقيل دم، أو ما شابه، نقول مثل (سادة حوث)
كنت أستغرب وأركز دائماً فلما كبرتُ فهمت، واتضح لي أن هذا ضمن عقائد من يسمون أنفسهم بالسادة، بل يأتي هذا ضمن الإستخفاف والإستهجان بالقبائل، وأنه حتى ضراطهم يجب أن يستحسنه الناس، وغائطهم ورجيعهم، وفضلات أكلهم، وآثار الإستنجاء، إنها عقيدة يا قوم لم يأتي الأضرعي بشيء من خارج القاموس والواقع.
لا ندري هل ما يزال عبدالملك وعضاريط بني هاشم الجُدد يمارسون ذلك كما كان آباءهم وأجدادهم أم لا.
لكنهم قد هدموا اليمن على ساكنيها فلا تحنبوا في ضرطة محمد الأضرعي.
#هلال الخيراني