انهيار رعاية ذوي الإعاقة بصنعاء وسط اتهامات للحو....ثيين....

انهيار رعاية ذوي الإعاقة بصنعاء وسط اتهامات للحو....ثيين....


منبر الاخبار / خاص

في ظل تفكك منظومة الرعاية الاجتماعية في مناطق سيطرة الحوثيين، تتفاقم معاناة آلاف من ذوي الإعاقة في العاصمة صنعاء، مع اتساع الاتهامات للجماعة بتحويل مواردهم الأساسية لخدمة أهدافها العسكرية والآيديولوجية، ووقف معظم برامج الدعم الحكومية والدولية خلال السنوات الأخيرة...

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعة كثّفت خلال الأسابيع الماضية استغلال ذوي الإعاقة في فعاليات سياسية ودورات تعبئة فكرية تستند إلى خطاب طائفي، في مخالفة للقوانين المحلية والمعايير الدولية الخاصة بحماية الفئات الأشد هشاشة...

وأوضحت المصادر أن المراكز المتخصصة التي كانت تقدّم خدمات طبية وتأهيلية للمعاقين أصبحت شبه مهجورة بعد إغلاقات تعسفية ووقف التمويل الخارجي، مشيرة إلى أن «ما تبقى من تلك المنشآت يعمل بقدرات محدودة للغاية بعد استحواذ الحوثيين على المخصّصات المالية»...

وتؤكد شهادات من سكان صنعاء أن مئات المعاقين فقدوا مصادر دخلهم المحدودة، بينما دفعت الظروف الصعبة كثيراً من الأسر إلى إرسال أبنائها من ذوي الإعاقة للتسوّل في الشوارع لتأمين جزء من احتياجاتهم الأساسية، بما فيها الغذاء والعلاج...

وفي ضواحي العاصمة، قالت أسرة تمتلك طفلين من ذوي الإعاقة إنهما لم يعودا يحصلان على جلسات العلاج الطبيعي أو الأجهزة المساعدة مثل الأطراف الصناعية والسماعات، بعد ارتفاع أسعارها وغياب الدعم من «صندوق رعاية وتأهيل المعاقين» الخاضع لسيطرة الحوثيين. وأضافت أن «الصندوق الذي كان المتنفس الوحيد لهذه الفئة توقف عن تقديم الجزء الأكبر من خدماته التعليمية والتأهيلية..

وبحسب تقديرات حقوقية يمنية، يتجاوز عدد ذوي الإعاقة في مناطق سيطرة الحوثيين 4.5 مليون شخص، بينهم مصابون بإعاقات خلقية وآخرون نتيجة الحرب الدائرة منذ انقلاب الجماعة؛ فيما تشير الأرقام إلى أن أكثر من 70 في المائة منهم محرومون من الأجهزة التعويضية، وبرامج التأهيل المهني، والعلاج الطبيعي...

وأكد عاملون في «صندوق رعاية وتأهيل المعاقين» لـ«الشرق الأوسط» وجود تراجع حاد في الخدمات، موضحين أن الصندوق يستقبل شهرياً نحو 800 حالة جديدة لا يستطيع تلبية احتياجاتها. وأضافوا أن سيطرة الحوثيين على موارد الصندوق أدت إلى إيقاف عشرات المراكز وتجميد برامج التأهيل، وتحويل جانب من موارده إلى دعم الجرحى والمقاتلين في الجبهات...

وأشاروا إلى أن المساعدات النقدية والأجهزة التعويضية باتت تُصرف «بشكل شبه حصري» لعناصر الجماعة، بينما تُرك آلاف المعاقين المدنيين لمواجهة مصيرهم دون أي دعم...

وفي سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة بأن الجماعة أخضعت أطفالاً ومراهقين من ذوي الإعاقة لدورات تعبئة فكرية خلال الأيام الماضية، بعد جمعهم من تسعة مراكز وجمعيات متخصصة، تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً، في ثالث واقعة من هذا النوع منذ مطلع العام. وأثارت هذه الممارسات غضباً واسعاً بين الأسر التي اعتبرتها «استغلالاً فجّاً لفئة يفترض حمايتها وتمكينها»...

وجاءت هذه التطورات بعد زيارة مفاجئة للقيادي الحوثي محمد مفتاح، القائم بأعمال رئيس حكومة الانقلاب، إلى مقر الصندوق، وهي خطوة قال مراقبون إنها «محاولة لشرعنة ممارسات الجماعة دون معالجة الواقع المتدهور»...

ويحذّر مختصون اجتماعيون من أن استمرار الإهمال وغياب برامج الدعم يهددان بدفع مئات الآلاف من ذوي الإعاقة إلى الفقر المدقع، ويعمّقان معاناتهم الصحية والنفسية. ويتهم المختصون الجماعة باستخدام هذه الفئة في «الابتزاز السياسي والترويج الإعلامي» بدلاً من تمكينها...

ويطالب الخبراء المؤسسات الدولية والمانحين بإعادة تفعيل برامج الدعم والتأهيل، ووضع آلية رقابة مستقلة تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بعيداً عن التدخلات الحوثية، مؤكدين أن إنقاذ هذه الفئة يتطلب تحركاً عاجلاً في ظل ارتفاع تكاليف العلاج وتوقف أغلب المراكز المتخصصة...